وتمر الأيام
فتاة في نهاية العقد الثالث تعمل مدرسة مرت عليها الأيام بانشغالها
بالدراسة و العمل دون أن تنتبه لنفسها لتجد نفسها تدنو من عامها الأربعين
أنها لا تطلب المحال
هي ككل فتاة عادية جدا بعد تخرجها من الجامعة خطبت قبل حفل الزفاف بشهر
تفسخ الخطوبة لتفاجئ بعد مدة أن خطيبها قد اقترن من إحدى صديقاتها لا تهتم
تصادف احد معارفها أيام الدراسة متزوج و لديه أطفال يبدأ التودد إليها
كأنه متعب من حياته الزوجية مرة مقابلة مرة اتصال هاتفي ,تقع بصراع بين
واقعها , مشاعرها , أحلامها
كأي أنثى تتمنى الاستقرار أن تجد بقربها رجل يعدها بزواج غير معلن تقرر
قطع علاقتها به نهائيا لتبقى أوضاعها على ما هي ,لقد اعتادت هذا الوضع
لابد سوف تحزن أن غيرت من وضعها أكثر من السعادة التي سوف تفوز بها لن
تقدم على فعل خاطئ غير محمود العواقب
تتجاهله زمنا بعد مدة إحدى صديقاتها تطلب منها الاتصال به لأنه قد سأل
عنها دون أن تعلم تلك الصديقة السبب هي في قرارة نفسها تعلم لكي تقطع الشك
باليقين قررت أن ترسل له رسالة بجوابها النهائي هكذا تنهي الأمر للأبد
تكتب الرسالة و ترسلها إليه لتفاجئ بعد قليل باتصال منه تستغرب هي أرسلت
جوابها النهائي ماذا يريد لا ترد عليه لكنه يعاود الاتصال فلا تجد حلا سوى
الرد عليه قائلة له :أنا أرسلت لك رسالة فيها جوابي النهائي
لا اعتقد يتوجب الشرح أكثر لأني اتخذت قرار نهائي تفاجئ بصوت غريب يستغرب
أن ترسل له تلك الرسالة تكتشف أنها قد أخطأت بإرسال الرسالة إلى رقم مشابه
للرقم المقصود
تبادر إلى الاعتذار من ذلك الشخص و تقطع المكالمة تفاجئ بعد أيام باتصال
آخر من ذلك الغريب ليبدأ معها بأحاديث عادية متنوعة متشعبة يتكرر الاتصال
بعد ذلك بشكل اكبر
تعلم انه شاب يصغرها بأعوام في كل مكالمة تكشف له أمور من حياتها و هو
يفضفض لها عن متاعبه أصبح يتصل بها من هواتف أقاربه و أصدقائه و معارفه
دون انتباه صارت تجد به أنيس لها و هو يجد من يشد من أزره أمام مصاعب
الحياة هي التي تعيش في عالم من الوحدة بين أفراد أسرتها لان كل فرد من
أفرادها الصغير قبل الكبير له اهتماماته الخاصة
لا يشركها بهاو هي مكانك راوح تعيش داخل قوقعه أدخلت نفسها بها أو ادخلها
الآخرون بها دون أن يشعروا أو ساهموا بإدخالها بها من خلال عدم الانتباه
إليها أو التفكير بإشراكها في حياتهم لو قليلا حتى يؤنسوا وحدتها أحد
الأيام لسخرية القدر تصادفها امرأة عجوز و هي عائدة من عملها تسألها إن
كانت مثبته في عملها ترد عليها أنها لم تثبت بعد تعتذر منها تلك المرأة
قائلة لها يا خسارة لو انك مضمونة بالوظيفة كنت زوجتك لولدي فتضحك الفتاة
من سخرية الحياة
أصبح الشاب انيسها الوحيد إنها لا تطلب منه لا حب و لا زواج لا شيء سوى أن
تجد إنسان بجانبها تفصح له ما بقلبها يخفف عنها من آلام وحدتها تهتم
بأموره تفرح لفرحه تحزن لحزنه
تترقب أحداث تعيش مشاعر تشعرها إنها في الحياة أحد الأيام يتفقان على
اللقاء يلتقيان كم كان اللقاء جميلاً ككل الأصدقاء عندما يلتقون بعد غياب
فكيف لمن كان أول لقاء لهم بعد صداقة جميلة تقابلا ,تحادثا, قابلت بعضا من
أقاربه و أصدقائه ينتهي اللقاء سريعا مع انه قد تجاوز ساعات
أحد الأيام يخبرها أن أهله قد خطبوا له إحدى قريباته التي تكبره بأعوام
قليلة لا تهتم لأنها لا تنوي الارتباط به يكفيها انه يتذكرها بسلام كل مدة
تمر الأيام و علاقتهم كما هي هو يتجهز للزواج و هي كما هي بعد فترة يبدأ
صديقها بالتحدث بأشياء ومواضيع مغايره لعادته تستغرب هذه النغمة الجديدة
((فتصمت ))لقد مر على علاقتهم التي ليس لها اسم محدد أو معروف سنة أحيانا
يحادثها أقاربه لماذا الخوض بهكذا موضوعات الآن احد أقاربه يخبرها أن
قريبه لا يستحق محبتها له يتزوج ذلك الشاب يبقى يحادثها بإحدى محادثاتهم
تسأله عن زوجته يخبرها أنها بقربه عند ذلك تعرف سبب تلك النغمة الجديدة
التي استجدت في محادثاتهم التي تصدر منه بين الفينة و الأخرى لقد وضعها
كنوع من السلاح في علاقته مع زوجته تصادف بهذه الظروف أن تسافر إلى مدينته
تتواعد معه تصدم كم تغيرت الظروف و المشاعر المتبادلة
في تلك المقابلة عن المقابلة الأولى لقد أحست باضطرابه و كأنه مجبر على
شيء مكره على فعله تأخر عن موعده ساعة و عندما وصل جلس منتظرا انتهاء تلك
المقابلة بفارغ الصبر
انه دائم النظر إلى ساعته كأنه تأخر عن موعد ما لم تجد حلاً إلا أن تنسحب باكرا استأذنت بالانصراف لانشغالها بأعمال أخرى
تمر الأيام لتسأله بإحدى مكالمتهم من أحلى زوجتك أم أنا؟؟يقول لها :طبعا
زوجتي !!صدمت استغربت جوابه البعيد عن اللياقة أردف جوابه بجملة أحست أنها
هي التي قسمت ظهر البعير في علاقتهم فلم تجد سوى أن تغلق هاتفها بوجهه
قررت عدم محادثته بعد ذلك مهما كان الأمر تمر عليها الأيام سوداء حالكة السواد
صارت تحلم بساعة نوم هانئة لكن أين للنوم ليعود إلى جفونها تدهورت صحتها
أين منها تلك الصحة الهم و الحزن أعطياها عمرا اكبر مما هي عليه أصبحت
تتمنى النوم لو بتناول الدواء
كل هذه الآلام و هو دائم الاتصال بها
لكنها صممت ألا ترد عليه مهما يكون الأمر وعندما يشتد بها الشوق لسماع صوته
كانت تفتح هاتفها لتستمع إلى صوته دون ان تحادثه لان الجرح كان غائرا في
الأعماق و الكرامة اكبر من أي شيء آخر مرت عليها الأيام كئيبة عسيرة لم
تجد احد تلجئ إليه إلا صديقتها تخفف من ألامها قدر استطاعتها تذكرها كم
نصحتها أن توقف تلك العلاقة
التي لا يوجد لها مسمى لم تجد سوى اللجوء إلى الصلاة و القرآن تجد به شيء من الراحة
علمت بطريقة ما أن اتصاله بها فقط عندما يكون تعب بحياته فيتذكر ذلك القلب
الذي كان يحتويه بحزنه و فرحه دون مصلحة منّ الله عليها بعمل أفضل من
الأول فتغير مكان عملها و سكنها لتطوي صفحة من صفحات حياتها كانت قاسية
لتبدأ صفحة جديدة معمدة بخبرتها من الحياة الحمد لله حدث تغيير كبير
بحياتها بعد ذلك ها هي الآن أصبحت تنام ملئ الجفون
استطاعت أن تخرج ذلك الإنسان من حياتها نهائيا و تقول له أكرهك دون خوف أو تأنيب ضمير لتعود إلى الحياة مشرقة منطلقة بآمال جديدة
الإثنين أكتوبر 10, 2011 9:32 am من طرف ام احمد
